شهادة إمام مسجد في بيت لاهيا على تدمير المساجد



الوقت المقدر للقراءة: 15 دقيقة
منذ 9 أشهر

شهادة إمام مسجد في بيت لاهيا عن تدمير المساجد، تقرير لقناة الجزيرة مباشر .

أهلًا مشاهدينا الكرام،

يتجدد اللقاء بكم من شمال قطاع غزة حيث تدمير المساجد الذي أصبح عنوانًا مهمًا من عناوين هذا العدوان المتواصل وحرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة على شعبنا الفلسطيني، ربما هذا المسجد الذي نقف على ركامه هو من أبرز المساجد في منطقة شمال قطاع غزة تحديدًا في منطقة مشروع بيت لاهيا وهو مسجد الشهيد عز الدين القسام، هذا المسجد يعتبر من المساجد الرئيسية والمركزية هنا أكبرها حجمًا ربما في منطقة مشروع بيت لاهيا.

وكما ترون مشاهدينا الاحتلال دمر هذا المسجد وغيره العديد العديد من المساجد، وكأنه كان في ذلك رسالة بمنع الناس من أداء صلواتهم وحتى حرمانهم من الاستماع إلى صوت الأذان عبر مكبرات الصوت التي تخرج من هذه المساجد التي دمرها الاحتلال.

ربما يتضح مشاهدينا الكرام هنا حيث الدمار الواسع والكبير ليس فقط في المسجد إنما أيضًا في الأبنية المجاورة  بعد استهدافه بصورة واضحة ومباشرة،

هذا المسجد كان يتسع كما أفاد لنا بعض الجيران هنا وبعض أهل المنطقة لما يزيد عن 4000 مصلٍ، كانوا يأتون إلى الصلاة وخاصةً الجمعة حيث كانت طوابقه الثلاثة، مكون من ثلاثة طوابق، كانت الطوابق الثلاثة تمتلئ بالمصلين وخاصة في صلاة الجمعة، اليوم وفي ظل العدوان حاول الاحتلال أن يحرم الناس من الصلاة في المساجد من خلال تدميرها ومن خلال قصفها بصورة مباشرة، كما جرى مع هذا المسجد والعشرات من المساجد في منطقة شمال قطاع غزة ومنطقة مشروع بيت لاهيا الذي نتواجد فيه.

هذه هي مئذنة المسجد التي كانت تصدح بالأذان والتي كانت ترتفع إلى أمتار طويلة في سماء هذه المنطقة، ولكن كما هو واضح الاحتلال دمرها واستهدفها تحديدًا هي بأحد الصواريخ، بعد أن دمر المسجد وظلت هذه المئذنة تقف شامخة أعلى المسجد، لكن عاد الاحتلال من جديد واستهدف المئذنة بصاروخ من أجل هدمها كما هو واضح.

هذه المئذنة كانت هنا مكبرات الصوت التي يحاول من خلالها المؤذن أن يُسمِع الأذان لكل الناس في المنطقة، هذه مكبرات الصوت كما هو واضح تضررت ضررًا كبيرًا، بل تدمرت بشكل كبير، الاحتلال مشاهدينا حاول أن يحرم أهالي المنطقة من الاستماع إلى صوت الأذان كما قال رواد هذا المسجد الذي يعد من أهم وأبرز المساجد في شمال قطاع غزة.


-سنتحدث الآن مشاهدينا إلى الشيخ أبو العبد، وهو إمام هذا المسجد والذي ما زال حتى هذه اللحظة يحاول ويحافظ على التواجد في هذا المسجد.

المراسل: شيخ أبو العبد نرحب فيك على شاشة الجزيرة مباشر، هذا المسجد وغيره من المساجد دمرها الاحتلال في منطقة شمال قطاع غزة وخاصة في منطقة مشروع بيت لاهيا، باعتقادك ما الذي خسره الناس بعدما خسروا مساجدهم؟

الشيخ أبو العبد: في الحقيقة المسجد له رسائل مختلفة في الحياة تعليمية، اجتماعية، نفسية، له رسائل كثيرة ودور فاعل جدًا على مدار التاريخ الإسلامي، مسجد القسام أسس عام 79 وهو المسجد الأول في مشروع بيت لاهيا والمسجد الأكبر، يؤمُهُ الناس كلهم في زمن السلم وزمن الحرب، والناس في الحقيقة تكسب الاستقرار والاطمئنان ورؤية بعضهم البعض والتواصل مع بعضها أثناء الصلاة، والناس الآن حرمت من كل ذلك، حرمت من الهدوء النفسي ومن الاستقرار ومن الاطمئنان والتواصل و رؤية بعضها، وأصبح شبح عدم الأذان شبح مخيف، الصحيح مقلق، والناس تتمنى أن تسمع الآذان حتى لو بلا صلاة؛ لأن الآذان لأي مسلم موحد فيه درجة من الهدوء النفسي والاستقرار والاطمئنان أنت عندما تسمع ذكر الله {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} هذه المساجد تبعث في النفوس الاطمئنان، الآن يوجد مسجد واحد فقط يرفع الآذان في منطقة مشروع بيت لاهيا الناس في صلاة الفجر أو في أذان الفجر الكل يسكن ويطمئن ويفرح ويبتهج ويسعد بهذا الآذان الوحيد الذي يرفع في هذه المنطقة.

المراسل: شيخنا يعني ربما الاحتلال تعمد أن يستهدف هذا المسجد بشكل واضح وكبير، لماذا باعتقادك دولة الاحتلال تهدم المساجد كما هو واضح من خلال هذا المسجد وغيره من المساجد؟

الشيخ أبو العبد : في الحقيقة المساجد بدايةً في بيوت الله في الأرض (بيوتي في الأرض المساجد وزوارها عبادي) الذين يأتون إلى المساجد لأداء الصلاة هم عباد الله وهم اللذين يعظمون شعائر الله {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} {ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه}، الآن هذه المساجد بيت الله له هيبة له وقار له اطمئنان، نحن نأتي لآداء الصلوات في السلم وفي الحرب قبل الاحتلال وأثناء الاحتلال وبعد الاحتلال لا يوجد ديانة ولا منهج وضعي على وجه الأرض يمنع والناس من أن يؤدوا شعائر دينهم هذا المسجد نصلي فيها صلاة لا يوجد فيه أي عمل له علاقة بالمقاومة ولا بالجهاد.

في ما مضى كانت إسرائيل تتذرع بقصف المساجد بحجة أنها أوكار للإرهاب كما كان يزعم نتنياهو شخصيًا، أنا أتحدى نتنياهو شخصيًا يقف على الإعلام ويقول لماذا قصف مثلًا هذا المسجد هذا المسجد تحديدًا مسجد عز الدين القسام أي غرفة فيه كانت وراء الجدر أي غرفة فيه كانت مختفية عن الأنظار لا يوجد فيه أي إنسان يستطيع أن يدخل المسجد بإمكانه أن يتمشى في كل غرفه وفي كل أروقته وفي كل طوابقه، عيادة مكتب للمعلمين مسجد نشاط ثقافي مركز تعليم، هذا هو مسجد القسام لا يوجد أي مبرر مطلقا لقصف هذا المسجد إلا إرهاب الدولة و إفراط القوة الذي مارسته إسرائيل بحق المساجد تحديدًا على اعتبار أنها قد تُخرج مقاومين في المستقبل أما هذا المسجد لا يوجد أي سبب ونحن نتحدى تحدي إن كان لديهم سبب في قصف هذا المسجد، إلا أنهم يريدون أن يزيلوا كل وفي إلهم قرار واحد بالمناسبة أزالوا كل المساجد الشمال في ليلة واحدة لإنهاء الصلاة وإخراج المساجد ولمنع الناس من أداء الصلاة وتعبدها وتعظيم شعائر دينها. 

المراسل: أخيرًا شيخنا، هذا المسجد فيه عيادة، فيه مكتبة، فيه مركز تعليمي، وإلى آخره… هذه النشاطات التي كان يستفيد منها أهالي الحي اليوم أصبحوا محرومين منها، كيف كانت ردت فعل الناس على ذلك؟ 

الشيخ أبو العبد: الحقيقة ناس أكيد في أي مرفق تخسر الخدمات التي يقدمها هذا المرفق تتأذى جدًا ويزيد معاناتها سواءً قهرًا أو معاناة نفسية أو معاناة خدماتيّة أو معاناة اجتماعية، الآن مسجد الشهيد عز الدين القسام يرتاده المرضى يتعالجون، يرتاده المصلين يصلون، يرتاده أطفال المدارس يتعلمون، كل هؤلاء حرموا من هذه الرسائل التي يحملها المسجد تجاه المجتمع، أكيد طبعًا وبلا أدنى شك أن الناس تزداد معاناتها في حرمانها من هذه الرسائل التي كانت تلقى إليهم من هذا المسجد، وتزداد معاناتها بتدمير هذه المساجد بحرمانها من الصلاة من التعليم من العلاج كل هذه الرسائل التي كانوا يستفيدون منها في ما مضى. 

المراسل: شكرًا جزيلًا لك شيخ أبو العبد، طبعًا شيخنا أبو العبد هو إمام هذا المسجد وغيرها من المساجد التي دمرها الاحتلال، نحن الآن نقف على ركامه مشاهدينا الكرام هذه المآذن التي كانت تصدح بالآذان وأصبحت بهذا الشكل بعد أن دمرها الاحتلال واستهدفها بصاروخ مباشر على المئذنة أراد من خلاله أن يدمر هذا المسجد ويدمر الصدوح في الآذان، وبالتالي توقف الآذان عن الارتفاع في منطقة مشروع بيت لاهيا، وكما قال الشيخ أبو العبد بأن هذا الحي الواسع جدًا والكبير جدًا لم يتبقى سوى مسجد واحد الذي يرفع فيه الآذان بعد أن كان هناك مطالبة من الناس بأن يتم رفع الآذان حتى لو كان المسجد مدمر ولا تقام فيه الصلاة، ولكن هذا هو الحال أرادت به إسرائيل أن تقوم بتدمير المساجد ومراكز العبادة التي كانت تأوي الناس عند كل صلاة من أجل إقامة شعائر الدين الإسلامي.

https://www.youtube.com/watch?v=OcMVil4of1s

الوسوم

شارك


المصادر


x