شهادة الطبيب ياسر خان من كندا حول الفظائع التي عايشها في خان يونس



الوقت المقدر للقراءة: 7 دقيقة
منذ 8 أشهر

هذهِ شهادة الطبيب الكندي، ياسر خان، ياسر خان، يروي فيها ما عايشه من فظائع في خانيونس، جنوب قطاع غزَّة، وخطورة الحالات التي اضطر للتعامل معها نتيجة القصف والحصار الإسرائيلي على القطاع. وما يلي الشهادة كما نقلتها قناة "الجزيرة مباشر" بتاريخ 20 فبراير/ شباط 2024:

حسنًا، كما تعلمين، أتصوَّر الغزو الوشيك لرفح، والهجمات على رفح، وأنا أعلم ما سيحدث لأنني رأيت ذلك، أعلم عدد الضحايا، وأعلم مدى سوء الوضع الذي سيتحول إليه.


عندما كنتُ في خانيونس قبل بضع أسابيع -زرتُ أكثر من 40 بلدًا مختلفًا في إطار العمل الإنساني في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية- وما رأيته في خانيونس كان أكثر المشاهد رعبًا في حياتي كلها، وآمل ألَّا أراها في حياتي مجددًا، وكان الجزء الأكبر من المرضى الذين عالجتهم من الأطفال من سن الثانية إلى السابعة عشرة.

أعني.. رأيت إصابات رهيبة في العين والوجه لم أرها من قبل، عيون متضررة لدى طفلين عمرهما ست سنوات بشظايا كان عليّ إخراجها، وشظايا عالقة في داخل العيون، وإصابات في الوجه. رأيت إصابات فظيعة حيث تُقطع الأطراف وتتدلى، رأيت إصابات مريعة على مستوى البطن.


وكان الوضع فوضويًا تمامًا، كان هناك أطفال على الأرض بلا رعاية مع إصابات في الرأس، وأشخاص يخيطون الجروح -بدون تخدير- على الأرض.. كانت الفوضى عارمة، والمشاهد مرعبة جدًا، وأنا أعلم أنه الآن مع القصف الجاري في رفح ومشاهد الأطفال معلقين ممزقين وأنصاف أجسامهم مقطوعة ومعلقة على الجدران لأنهم تعرضوا للتفجير، أعني هذه المشاهد تحصل الآن.. لذلك أعرف بالضبط ما يعاني منه زملائي الآن في رفح وفي غزة عمومًا.


أعني الأطباء الفلسطينيون رائعون، إخلاصهم وإرادتهم  في مقاومة الموت والبقاء على قيد الحياة كانت رائعة، إنهم موهوبون جدًا لكن لا يملكون شيئًا، لم يكن هناك مضادات حيوية، لم يكن هناك مسكنات في اليوم الأخير قبل مغادرتي. نفذ لدينا المورفين، وهو مهم جدًا في الكثير من إصابات العظام.

لذا كان المرضى، أعني كامل من في المستشفى الأوروبي في غزة وقتها -الآن كل ما رأيته أصبح أسوأ- لكن في الأساس كان مكتظًا للغاية، بما يقارب 300 إلى 400 بالمئة فوق الطاقة الاستيعابية، كان هناك جثث ومرضى يرقدون في كل مكان على أرض المستشفى من الداخل والخارج، كانت أدوات التقويم العظمية بارزة في سيقانهم أو أذرعهم، كانوا يصابون بالعدوى، كانوا يتألمون لأنهم على الأرض؛ لذا البيئة لم تكن معقمة، وإذا نجوا من البتر في المرة الأولى فإن العدوى ستصيبهم فيضطرون لإجراء البتر مرة أخرى..


الكثير من الأطفال الذين رأيتهم -وأكثر من 60% من المرضى الذين رأيتهم كانوا أطفالًا- كانوا هزْلى لم يكن لديهم دهون، كانوا يتضورون جوعًا لأنه -كما تعلمون- قامت إسرائيل بحصار غذائي منذ بداية هذهِ الحرب على غزَّة، لذا كان من يأتون كلهم هزْلى بلا دهون، جائعين.


هكذا كان الوضع، لم يكن لدينا ما يكفي من المستلزمات، ما يكفي من الشاش، ما يكفي من المضادات الحيوية، ما يكفي من الأدوات، كانت الأدوات مغطاة بالصدأ إلى حدٍ ما، وكان علينا التعامل مع الصدمة الكبيرة.

https://www.youtube.com/watch?v=yKrkbOix758

الوسوم

شارك


المصادر


x