شهادة رئيس قسم  الأطفال في مجمع ناصر عن كارثة غياب تطعيمات الأطفال في قطاع غزة



الوقت المقدر للقراءة: 7 دقيقة
منذ 8 أشهر

هذه شهادة الدكتور أحمد الفرا رئيس قسم الأطفال في مجمع ناصر الطبي حول غياب التطعيمات الخاصة بالأطفال في قطاع غزة وتأثير ذلك على صحة الأطفال في غزة والتهديد الذي يمثله على المحيط الإقليمي للقطاع أيضاً، نقلته منصة فلسطينيات في تاريخ 2 فبراير 2024، وهذا نقل لشهادته كما وردت:

د. احمد الفرّا: بسم الله الرحمن الرحيم، محدّثكم الدكتور أحمد الفرّا، رئيس قسم الأطفال في مجمع ناصر الطبّي في مبنى التحرير الخاص بقسم الأطفال والولادة، طبعاً اليوم احنا في موقف صعب جداً، أمر كارثي وهو غياب التطعيمات على الأطفال في قطاع غزة.

هذه التطعيمات الضرورية الأساسية ضمن جدول التطعيمات الفلسطيني الخاص بالأطفال، هذه التطعيمات الآن مفقودة منذ بداية الحرب على قطاع غزة. كما نعلم كم هذه التطعيمات مهمة حيث أنّ إذا كان للطب مفخرة فهي هذه التطعيمات التي أدّت إلى تراجع في هذه الأمراض، مثل مرض شلل الأطفال، ومرض التهاب الكبد "ب"، مرض الدفتيريا، التيتانوس، السعال الديكي، الاسهالات الناتجة عن فيروس روتا.

الآن هذه الأمراض، للأسف الشديد، أطفال قطاع غزة معرّضون للإصابة بها في أي لحظة، وهذا يعني وضع كارثي على صحة هؤلاء الأطفال من ناحية انتشار هذه الأمراض، وطبعاً انتشار هذه الأمراض سينعكس على المحيط المجاور لقطاع غزة، لن تكون الكارثة مكتفية فقط بقطاع غزة بل كل المحيط الإقليمي المحيط في قطاع غزة.

نحن نعلم أن منظمة الصحة العالمية احتفلت باختفاء بعض الأمراض كشلل الأطفال، والكثير من الأمراض تراجعت بشكل كبير مثل السعال الديكي والتيتانوس والدفتيريا، مرض التهاب الكبد "ب" تراجع بشكل كبير جداً، لكن في غياب هذه التطعيمات نحن مهدّدون، والأطفال مهدّدون بشكل كبير أن تعود هذه الأمراض بقوة وتضرب في أطفال قطاع غزة وتضرب المحيط الإقليمي في قطاع غزة.

لأنّه نحن كما نعلم مرض مثل شلل الأطفال ممكن ينتقل عن طريق الفم، سهولة الانتشار تبعته سريعة، ممكن عن طريق الصرف الصحي، احنا عارفين إنّه الصرف الصحي في قطاع غزة شبه معدوم، وبيروح يعني نسبة كبيرة منّه على مياه البحر، برضه هذا ممكن ينقل عدوى لكل المحيط الإقليمي في قطاع غزة.

هنا نوجّه رسالة إلى منظمة الصحة العالمية ومنظمات اليونيسيف وكل من له شأن في طب الأطفال والعناية بطب الأطفال الضغط على الاحتلال لإدخال هذه التطعيمات بأقصى سرعة ممكنة، فهذا الوضع كارثي، لم يمر في تاريخ الإنسانية، في تاريخ الحروب، في تاريخ المجاعات، في تاريخ الوبائيات، في تاريخ الجائحات التي تصيب الأمم، أن ينقطع الأطفال بشكل كامل عن التطعيمات كأنّهم عادوا إلى القرن الثامن أو السابع من هذا الزمن.

أيضاً هنا، التطعيمات يعني على غاية من الأهمية، هناك أدوية مثل الانسولين، الانسولين الخاص بأطفال مرضى السكر، هناك الأدوية  المزمنة لأمراض الكلى، هناك الأدوية الخاصة بأمراض الأزمة أو الربو الشعبي مثل موسّعات الشعب الهوائية ومثل الكورتيكوستيرويد المستنشقة عن طريق الاستنشاق,

نعاني في صعوبة تدبيرها للأطفال والمرضى في هذه الأمراض المزمنة، نحن نتوسّم في هذا العالم الضغط على الاحتلال لادخال هذه التطعيمات وهذه الأدوية الضرورية بأقصى سرعة ممكنة لتدارك ما يمكن تداركه وبارك الله فيكم.

الصحفية: دكتور، هل من احصائية حول عدد الأطفال الذين لم يتلقّوا تطعيمات منذ بداية الحرب على غزة؟ إحصائية تقريبية؟
د. احمد الفرّا: هو تقريباً يعني أغلب الأطفال لم يستوفوا برنامج التطعيمات، معظمهم أخذ تطعيم الـBCG فقط الخاص بالسل الذي يُعطى بعد أسبوع ثم توقّفوا في جدول التطعيمات بعد ذلك لم يأخذوا أي تطعيم.


الوسوم

شارك


المصادر


x