شهادة المراسل باسل خلف عن حصارهم في محيط مستشفى الخير بخانيونس



الوقت المقدر للقراءة: 11 دقيقة
منذ 8 أشهر

هذه شهادة مراسل قناة العربي باسل خلف حول نجاته بأعجوبة بعد حصار آليات الاحتلال لمحيط مستشفى الخير في خان يونس جنوب قطاع غزة، نشرتها قناة العربي في تاريخ 2 فبراير 2014، وهذا نقل لشهادته كما وردت:

المذيع: باسل كنت محاصرا مع الزميل عماد في محيط مستشفى الخير بفعل آليات الاحتلال، أخبرنا ما الذي جرى معكم وانقل لنا ما شاهدتموه في هذا المستشفى وفي محيطه؟باسل: يحيى، بعد ورود معلومات ساعات صباح هذا اليوم بأن هناك تراجع لآليات الاحتلال في محيط المنطقة الغربية لمدينة خان يونس تحديداً محيط جامعة الأقصى، توجهنا أنا والمصور عماد إلى ذلك المكان، طبعاً هذه المنطقة فيها دمار كبير، وكان هناك حاجز إسرائيلي موجود.

رأينا آليات الاحتلال فعلاً تراجعت من هذه المنطقة باتجاه المناطق الأخرى، منطقة حي الأمل، وسلكنا الطريق مشياً على الأقدام إلى مقر المحكمة الشرعية خان يونس، هناك دمار كبير، تجريف أراضي زراعية في هذه المنطقة وعشرات الفلسطينيين يتحركون في كلا الاتجاهين، يعني اتجاه يدخل إلى خان يونس منطقة المخيم، وحركة أيضا للخروج وإن كان العدد أقل من الوضع الطبيعي، في هذا الشارع يكون الآلاف من الفلسطينيين.

خيم النازحين تم تدميرها وتجريفها ومشهد دمار واسع، وصلنا إلى مقر المحكمة الشرعية ثم سلكنا باتجاه الجنوب أكثر، المبنى المجاور له مستشفى الخير ودخلنا المبنى. في داخل المبنى واضح التدمير حتى بعض السيارات التابعة للمستشفى تم تدميرها ودمار كبير بجوارها.

دخلنا في الطابق الأول، الطابق الثاني، ووصلنا إلى الطابق الثالث، وصلت إلى غرف العمليات هناك، هناك غرفتان للعمليات وممر وصيدلية ودمار كبير، داخل غرفتيّ العمليات أصبحت خرابة لأن الاحتلال دمر الأسرّة، دمر الأجهزة الطبية، ربما تُبث المادة بعد قليل التي وثقناها.

اتجهت باتجاه النافذة التي تطل على الناحية الشمالية للمستشفى وهناك فجأة رأيت آلية إسرائيلية تتقدم من الناحية الشمالية باتجاه أسوار المستشفى، يعني قريب من المستشفى أقل من كيلومتر وصلت الى هناك وتطلق نار بكثافة، بصعوبة بالغة استطعنا الخروج من المبنى وسلكنا طريق أكثر من 30 دقيقة مشياً على الأقدام باتجاه الناحية الجنوبية للمستشفى.

كان هناك عدد من الفلسطينيين، طبعا  ما زال عدد دخل إلى داخل المدينة لم يستطع الخروج بسبب كثافة النيران الإسرائيلية، ولم يتوقف إطلاق النار أكثر من 30 دقيقة. كانت المركبة معنا موجودة في المنطقة المحاصرة وبصعوبة بالغة استطعنا الوصول إليها وإخراجها قبل قليل ووصلنا إلى هنا.

الدمار كبير في المنطقة، إطلاق النار بكثافة وعدد من الإصابات والشهداء في المكان، سيارة الإسعاف في النقطة الطبية بعد كيلومتر تقريباً باتجاه البحر كانت موجودة في هذه المنطقة ولم تستطع الدخول إلى مكان الإصابات نظراً لكثافة النيران الإسرائيلية، من استطاع مشياً على الأقدام.

كما سلكنا نحن، طريق خلف جامعة الأقصى من بعض الفتحات التي كانت موجودة في أسوار الجامعة، وطريق وعرة معروفة هناك لأنه ترابية صعبة مع انهمار المطر أيضاً في هذه المنطقة كانت أكثر صعوبة.

لكن هذه المناطق واضح إن الاحتلال يتحرك فيها، كنا دائما نقول يتحرك، الآن رأينا فعلا معنى الحركة الحقيقي، آليات الاحتلال ذهبت باتجاه الشمال منطقة حي الأمل كلية الرباط، ثم في دقائق وصلت إلى هذه المنطقة وهذا يعني أنه لا استقرار في هذه المنطقة، لا الناس يعرفوا تفقد أماكنهم ولم يستطع أحد الدخول لإخراج أي قطعة من داخل المستشفى.

كنا فقط الطاقم الصحفي الوحيد الموجود داخل هذا المكان مع عدد من الموظفين داخل المستشفى هم الذين أبلغونا بأن الطابق الثالث هو موجود فيه غرفة العمليات حينما صعدنا إلى هناك فقط كنت أريد إرسال المادة من النافذة التي صورناها الصور، فوصلت الآليات وتحركنا بسرعة من هناك.

عموما مناطق خان يونس هذا هو الحدث الذي يجري فيه الآن، ما جرى علينا يجري على بقية الناس هناك، حي الأمل تتحرك فيه آليات الاحتلال ليلاً تصبح تعود إلى ذات المكان، مستشفى حي الأمل ما زال يتعرض لنفس السيناريو، ساعات تتحرك آليات الاحتلال إلى الناحية الشرقية والشمالية منه، ثم تعود إلى تلك المنطقة وتحاصر المكان.

مستشفى ناصر استطاع فعلاً بعض الفلسطينيين ساعات صباح هذا اليوم الوصول إليه من نفس الطريق اليوم الذي سلكناه، معروف شارع البحر منطقة المخيم الضهرة نزولاً إلى مستشفى ناصر، وسمعت من بعض الفلسطينيين أنهم فعلاً نقلوا جثامين شهدائهم.

بالمناسبة في سياق الحديث عن جثامين الشهداء كنا في طريقنا إلى مبنى مقابل لمستشفى الخير وشهود عيان أكدوا لنا وجود عدد من الجثث داخل هذه البناية وعلى سطحها واضح إن هذا المكان طبعا مستشفى الخير حوصر لوقت، دخل إليه آليات الاحتلال.

ورأيت كتابات باللغة العبرية على جدرانه سواء في الخارج، ربما تُبث الصور مرة أخرى بعد قليل، مكتوب بالعبرية على جدران المستشفى في داخله، وداخل غرفه، وفي نواحي مختلفة من طوابقه الأول والثاني والثالث، ما استطعنا الوصول إليه قبل وصول آليات الاحتلال الإسرائيلي إلى ذلك المكان يحيى.


الوسوم

شارك


المصادر


x