شهادات من النازحين في مدرسة خليفة بن زايد ببيت لاهيا



الوقت المقدر للقراءة: 23 دقيقة
منذ 8 أشهر

في ما يلي شهادات رصدتها قناة الجزيرة لنازحين في مدرسة خليفة بن زايد في بيت لاهيا، ننقلها كما وردت:

الصحافي: مشاهدينا الكرام، نحن هنا في مدرسة خليفة بن زايد في شمال قطاع غزة، وتحديدًا في منطقة مشروع بيت لاهيا، هذه المدرسة كانت مسرحًا لجرائم كبيرة، دخلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي واعتقلت منها العشرات من المواطنين قبل أن تخرج منها وقد تركتها على هذه الشاكلة.

كما تشاهدون تعرضت الفصول الدراسية في هذه المدرسة، التي أضحت مركَز إيواء، لحرق كامل، ورغم ذلك لم يجد آلاف النازحين مكانًا يعودون إليه سوى هذا المكان. في ساحة المدرسة تشاهدون العشرات من السيارات التي تعرضت للحرق والعربات وممتلكات المواطنين، اليوم أُبلغنا بأن هناك جهات طبية يمكن أن تُجري لأول مرة منذ ثلاثة شهور تطعيمات للأطفال في هذه المدرسة.

يعطيكم العافية يا جماعة

الرجل: عافاكم الله أهلا وسهلا

الصحافي: كيف حالكم، كيف أمورك، طمّنا عليك

مروان: كله تمام والله

الصحافي: عرّفنا عليك

الرجل: أخوك مروان عيسى

الصحافي: أهلا وسهلا يا أخ مروان، كيف الأمور؟

الرجل: والله الأمور أنت زي ما أنت شايف، الوضع كرب خالص، المياه بمعاناة، الصرف الصحي معاناة، أكل معاناة، لا شيء، وطعام غير ووضع صحّي للناس تعبان بالمرّة، إعياء بشكل كبير عندنا هان

الصحافي: مرض؟

الرجل: أمراض كثير منتشرة يعني معهم نتق، إسهال، طفيلات في الشعر في الجسم، منعاني من أشياء كثيرة

الصحافي: احكيلنا الأطفال كيف وضعهم، الأطفال ..

الرجل: وضعهم سيئ للغاية، إذا كان الكبار لا يتحمل ولا يقدرون على هذا المعيشة فما بالك الصغار يعني

الصحافي: أنت أصلك من وين؟

الرجل: أنا من القرية البدوية، وجينا هان إيواء يعني وحتى ما كان إيواء، غير معترف بيها صار، ولا في مساعدات ولا في أي شيء لهيك شغلات يعني ومحتاجين كل ذرّة يعني لأي مساعدة، الشعب متعطش إليها .. قدر الحاجة يعني

الصحافي: شكرًا ..

الرجل: حيّاكم الله

الصحافي(لأحد الأطفال): شو اسمِك؟ كيف حالِك يا عمو؟

مايا: الحمدلله

الصحافي: ايش اسمك يا حبيبتي؟

مايا: مايا سهيل احمد اسماعيل الكحلوت

الصحافي: كمان مرة مسمعتش؟

مايا: مايا سهيل احمد اسماعيل الكحلوت

الصحافي: أهلا وسهلا يا مابا، كيف حالك؟

مايا: الحمدلله

الصحافي: وقت ايش إجيتي هان؟

مايا: لسه أكم فترة

الصحافي: ليش إجيتي؟

مايا: عشان اتقصفت دارنا

الصحافي: كيف الحياة هان في مركز الإيواء

مايا: حلوة

الصحافي: كويسة؟

مايا: كويسة

الصحافي: ايش أكتر إشي ناقص عليكي؟

مايا: الأكل والشرب، بس..

الصحافي: في الليل كيف برد الدنيا بتكون؟

مايا: برد 

الصحافي: خدتي مصروفك ولا لأ؟

مايا (تبتسم): خدته

الصحافي: أكم مصروفك؟

مايا: 2 شيكل

الصحافي: اوه. ايش شريتي فيه؟

مايا: حاجات

الصحافي: ايش هنا؟

(يسألها عن طفلة بجوارها) هاي أختك؟

مايا: بنت أختي

الصحافي: ايش اسمها؟

مايا: ميرا

الصحافي: كيف ع ميرا، طعميتي ميرا ولا لأ؟

مايا: لا اشترينا انا وإياها ب 2 شيكل

الصحافي: طعميتك يا ميرا؟

ينتقل الصحافي بالحوار إلى ميرا: ايش يا عمو، وقت ايش إجيتي هان؟

ميرا: معها

الصحافي: ليش إجيتي؟

ميرا: كنّا ما إحنا في دارهم لما انقصفنا

الصحافي: نعم، ايش صار يومها؟

ميرا: اتصاوب أبويا وأخوها، بعدين من دارهم طلعنا ع دار عمّي، بعد دار عمّي ع كمال عدوان(مستشفى)، انتقلنا من كمال عدوان ع الاندونيسي(مستشفى)، انقصفنا في الاندونيسي جينا هان

الصحافي: كيف الأوضاع هان؟

ميرا: كويسة منيح

الصحافي: ايش أكتر إشي بتعاني منه؟

ميرا: الأمراض، والحاجات اللي زي هيك يعني

الصحافي: في كتير ولاد صغار حواليكي عيانين؟ مين عيّان عندكم؟

ميرا: البنت هديك اللي كانت جنبي وأخوها وانا وكلهم

الصحافي: الف سلامة عليكي

ميرا: الله يسلمك

يتوجه الصحافي بالحوار إلى طفلة أخرى: كيف حالك يا عمو؟

ملك: الحمدلله كويسة

الصحافي: ايش اسمك؟

ملك: ملك تامر احمد اسماعيل الكحلوت

الصحافي: أهلا وسهلا يا عمو، ايش ها الجدايل الحلوة؟

 ملك: آه؟

الصحافي: ايش ها الجدايل الحلوة؟

ملك: اختي عملتلي اياها، اصلاً اليوم هتعملو يوم ترفيهي

الصحافي: آه بدهم يعملوا هان يوم ترفيهي

ملك: آمم

الصحافي: كيف الوضع هان في المدرسة؟

ملك: مش كويس، بنعاني من البرد، ومن قلة التغذية ومن قلة الشرب، وبنعاني كمان من الامراض

الصحافي: ايش نفسك يصير؟

ملك: نفسي انه تخلّص الحرب، وكل واحد يرجع ع داره وتنبني اللي انقصفت داره

الصحافي: تعرفي حدا استشهد؟

ملك: آه ابن عمّي استشهد

الصحافي: طبعاً مشاهد الفصول الدراسية التي هي غرف سكنية الآن تتحدث عن نفسها، كل هذه الغرف والفصول الدراسية حُرقت تمامًا، الآن ينتظر الأهالي هنا مجيء الوفد الطبي الذي من المقرّر أن يُجري التطعيمات للأطفال.

بينما تنتقل الكاميرا في ساحة المدرسة، يظهر رجلان يتحدّثان في الصورة، أحدهما يبدو متذمّرًا.

مخاطبًا أحدهما، يقول الصحافيّ: يعطيك العافية يا حاج، كيف حالك؟

الحاج: والله الحمدلله رب العالمين

الصحافي: الله يحفظك ويحرسك، طمّنا عليك

الحاج: والله هينا عايشين في ها الهم من أول وجديد

الصحافي: ايش اسمك؟

الحاج: محمود عبدالرحمن بيقولولي أبو طلال

الصحافي: من وين إجيت؟

الحاج: من هان من شارع السوق

الصحافي: كيف الوضع؟

الحاج: والله الوضع هانا يعني مش ها الوضع بس انما يعني عيشة المأوى، لا خدمات كويسة ولا نضافة كويسة ولا الصحة كويسة ولا .. أنا من الصبح بصبح على الميّه ومن الميّه على الأكل وميّه على .. هذي حياتنا ما فيش إشي جديد في البلد

الصحافي: وضع الولاد الصغار كيف؟

الحاج: والله أنا عندي ولاد ولادي، ولاد ابني يعني مش مرتاحين بولا ثانية ما في شّي حاجة تبسط عندهم ولا حاجة تفرّح والولد بدّه حاجة تبسطه بدّه حاجة.. بيقولك احنا وين كنّا وصلنا وين ها الحين

الصحافي: في أمراض؟

الحاج: والله الحمد لله فيش أمراض إن شاء الله، كلها صغار طبعًا، لازم.. بدك ترخيه في الشارع بدّه يمرض. ما بالنظافة، عشان بالنظافة الولد ما يمرضش كمان برضه لان هي النضافة اهم اشي والمحافظة على النظافة وعلى الوقاية خير ..

الصحافي: في مساعدات بتصل هان؟

الحاج: لحد الآن ولا حاجة غير أول يومين لما جيت هانا قبل أسبوع بس جابوا طبخوا هانا رز وطبوا عليه طَب وقتل (تدافعوا) وبعد هيك مفيشّي صار لنا أسبوع هانا اليوم التاسع

الصحافي: كيف مدبرين حالكم؟

الحاج: والله على العدس على المعلبات ع الفول ما فيش غير هيك يعني، وطحين مفشّي، وأكل مفشّي، بالعافية بنشتري، الطحين بـ 50 بنشتري قيراط طحين الأبيض والأسود

الصحافي: شكراً الله يعطيك يا رب ويكفيك

الحاج: خذ راحتك، حيّاك الله

يصدر صوت طيران حربيّ يخرق الأجواء، وفي الصورة يظهر أطفال يلعبون حول سيارة منزوعة العجلات. وبينما يلهو  طفل يافع بمقود السيارة، يُخرج رأسه من النافذة الأماميّة، يرفعه إلى السماء. 

يخاطبه الصحافي: كيف حالك يا عمو؟

كريم: الحمدلله

الصحافي: إيش اسمك؟

كريم: كريم

الصحافي: على إيش تتفرج؟

كريم: بتفرج ع الطيران

الصحافي: خايف منها؟

كريم: آه خايف

الصحافي: إيش نوعها هاي؟

كريم: هاذي F-16

الصحافي: واللي بتزن إيش نوعها؟

كريم: زنانة

الصحافي: وأنت إيش بتعمل بالسيارة؟

كريم: والله ولا إشي بلعب قاعد

الصحافي: وين رايح؟

يضحك كريم.

الصحافي: وين؟

كريم: ولا مطرح

الصحافي: كيف الوضع هان في المدرسة؟

كريم: منيح

الصحافي: أحسن من المكان القديم؟

كريم: آه

الصحافي: بدّك تحكيلي حاجة؟

كريم: لا والله مافيش عندي حاجة أحكيها والله

الصحافي: إيش نفسك يصير؟

كريم: والله نفسي يصير هدنة

الصحافي: بس؟

كريم: بس

الصحافي: حبيبي ألف سلامة عليك

كريم: الله يسلمك

يتجول الصحافي وتلتقط الكاميرا مشاهد لساحة المدرسة وشرفاتها.

الصحافي: كما تشاهدون مشاهدينا الكرام، ينتظر الأهالي والأمهات حتى اللحظة وصول الفريق الطبي. يخاطب مجموعة من الأمهات: يعطيكم العافية، مين يحكي معي؟ ثم متوجهًا إلى إحداهن: إيش اسمه هذا الولد الحلو؟

الأم: إلياس

الصحافي: إلياس؟ قديش عمره؟

الأم: عمره 10 شهور الولد

الصحافي: ليش جايباه هان؟

الأم: جاية للتطعيم في المدرسة، حكولنا في تطعيم للأطفال جاي دعم جايين نطعم الأطفال، منستنى يجي التطعيم قاعدين ع الدور قالوا لنا الأطبا عدهم إجوا وإحنا ماخدين دور  لحتى  وصول الأطباء إن شاء الله

الصحافي: قديش إلك مستنية؟

الأم: تقريبًا إلنا من العشرة ونص هان متواجدين بس بنستنى لمّا يوصلونا إن شاء الله الدور

الصحافي: ماخدتوش تطعيم من أول الحرب؟

الأم: أخد هو تطعيم ال 6 شهور قبل الحرب بـ 4 إيام بعديها إجت 9 شهور وإحنا في الحرب ومطعمتهوش فوصلنا خبر إنو في تطعيمات جاية للأطفال وجاية أطعميه ال 9 شهور

الصحافي: صحة الاولاد كيف خلال الحرب؟

الأم: أنا تقريبًا ابني يعني من أول الحرب وهو عيّان، بيعيا أكتر ما بيطيب و كتير تواصلت مع أطباء وعلاجات. بِطِيب تلات أيام-أربعة بيرجع الولد حالته زي الأول حتى لا سنّن ولا قعد يعني من الهاد من قلة يعني الدوا والفيتامينات، أكتر إشي تقريبًا معه هو الولد إسهال ونتق أكتر إشي متواصل معاه

الصحافي: طب إيش اختلف عليه في نمط الغذاء من قبل الحرب؟

الأم: يعني السيريلاك غلي، الحليب المنيح غلي، كل شيء غلي، فشّي يعني لا في فاكهة ولا في .. حتى الولد خبز أبيض مفيش أطعميه، بطعميه قمح .. تعب مع القمح حتى بطل الولد القمح يرغب ياكله، هلقيت حاليًا بس ع الحليب الولد عايش، يعني من هيك الولد كل نابه بيرجع لورا مش بيتحسن حتى، والسيريلاك يعني لا مش متوفر حتى لو بدّي جبله السيريلاك مش متوفر  وغالي السعر غالي يعني مش حمل إنو الواحد يجيبه في الوضع اللي احنا فيه حاليًا يعني

الصحافي: ألف سلامة

الأم: الله يسلمك يعطيك العافية

الصحافي(مخاطبًا امرأة أخرى): كيف حالك يا اختي؟

ترد المرأة: أنا معاها

الصحافي: آه معها؟

المرأة: مش رح أحكيلك تاني يعني

الصحافي: حمدالله ع سلامتكو الله يحفظكو يا رب

المرأة: الله يرضى عليك

الصحافي (مخاطبًا امرأة أخرى يسألها عن طفلتها): إيش مالها؟

الأم: منطعّمها

الصحافي: مريضة حاجة؟

الأم: لا لا ولا شي

الصحافي: طب كيف وضعها؟

الأم: منيحة

الصحافي: طب كيف موفرين الحليب وأشياء زي هيك؟

الأم: إحنا الحين منطعميها زينا أكل يعني عادي، أما حليب بتشربش 

الصحافي: أنت هان في المدرسة؟

الأم: لا إحنا من دارنا جينا من المشروع

الصحافي: آه سمعتي أنه في تطعيم فجيتي

الأم: سمعنا أنو في تطعيم وجينا آه

الصحافي: أخدت تطعيم من أول الحرب؟

الأم: لا لا من أول الحرب لا، قبل قبل الحرب لأنها طبقت السنة ونص، بعدها إجت الحرب

الصحافي: مسيطرين ع الأمراض إن شا الله مافيش امراض؟

الأم: آه لا إن شا الله لا الحمدلله، بس يعني كحة نتق إشي هيك بس لا مفيشّي مستشفى يعني، فشّي مستشفى، حتى كمال عدوان متستقبلش إلا الجرحى متهيئلي يعني من جديد صارت تستقبل شو اسمه

يختتم الصحافي: إلى هنا نصل مشاهدينا الكرام إلى ختام جولتنا في مركز إيواء مدرسة مشروع بيت لاهيا مدرسة خليفة بن زايد، طبعًا أوضاع النازحين في هذا المكان ليست على ما يرام، هناك نقص حاد في مياه الشرب ونقص حاد أيضًا في الطعام.

وحتى الوضع الإنساني والبيئي في هذه المدرسة سيئ جدًّا الفصول الدراسية جميعها محترقة و متفحمة وتنبعث منها رائحة الرماد والحريق ولكن لا مأوى، لا مأوى أمام الآلاف من الأهالي التي لا زالت المناطق التى يسكنونها أصلًا ليست آمنة، لا مأوى لهم سوى العودة إلى هذا المكان .. 

لقناة الجزيرة مباشر - يوسف فارس - شمال قطاع غزة

https://www.youtube.com/watch?v=cq4wuUmezbc

الوسوم

شارك


المصادر


x