هكذا دمر الاحتلال مصنع أبو عيطة للألبان


كانت عائلة استثنائية في كل شيء، استثنائية للحد الذي تجد فيه الكثير من الكتب إلى جانب بقايا الماكينات المحروقة والركام .. قبل 25 عاماً، استطاع الوالد المكافح أن يبتاع بضعة رؤوس من الأبقار، ومن حليبها كانت العائلة مجتمعة تتقاسم الشقاء في صنع أقراص الجبن، هكذا بدأت حكاية مصنع «أبو عيطة» الذي حصل في العام 2022 على شهادة الجودة العالمية «الآيزو» الشباب والبنات جميعهم أتموا تعليمهم الجامعي قبل أن ينخرطوا في العمل بمشروع العائلة الذي صارت منتجاته توزع عبر سبعة شاحنات على كل محافظات القطاع، وأضحت طبقاته الثلاث مقصداً للرحلات المدرسة وميدانا للتدريب المهني. بعد أسبوع من الهدنة، لم يكتف جيش العدو بتدمير المصنع، إنما قتل حرقا ٤٥ فرداً من العائلة، يروي أبو وسام وهو آخر الباقين من نسل العائلة، آخر مكالمة هاتفية مع نجله الذي كان يداعب قطته، آخر عهده مع الأحلام الكبيرة التي أطبقت عليها أسقف البيت والمصنع الست، كل شيء مضى، لقد شُطبت العائلة من السجل المدني، يعزيه في مصابه القدر، الآجال المكتوبة على خلق الله سلفاً .. وتمتمة الآيات: «وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين»


هكذا دمر الاحتلال مصنع أبو عيطة للألبان
هكذا دمر الاحتلال مصنع أبو عيطة للألبان
هكذا دمر الاحتلال مصنع أبو عيطة للألبان
هكذا دمر الاحتلال مصنع أبو عيطة للألبان
هكذا دمر الاحتلال مصنع أبو عيطة للألبان
x