غرفة حبيبي الشهيد خليل طموس


سنكون بحاجة لسنوات كي نحزن كما ينبغي للحزن أن يكون، لأن الذي يطارده الموت في كل لحظة، لابد أن ينشغل في احصاء سعادات النجاة الآنية، في كل مرة يخطئهُ فيها صـ اروخ أو قذيفة من دبابة، لقد عدت اليوم لأتحسسهم، متكئاً على عكازٍ من دموع _أنا من أولئك المحظوظين الذين لا تخذلهم دموعهم وقت الحاجة إليها_ مراهناً أن البكاء سيغسل ما أختزنه في داخلي من نُدبٍ وغصة .. هذه غرفة خليل، صورته التي أهديته إياها قبل 14 عاماً، لازالت تتوسط جدار غرفته، شظايا القذائف أتلفت كل شيء، سوى ابتسامة حبيبتي ريما، جلست ساعة في ضيافة أطلالهم، وجدت على الطاولة قرآناً مفتوحاً، قرأت من الصفحة ذاتها، صارخاً في أرواحهم التي تحيط بي، مرتلاً بأعلى صوتٍ لدي: الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور، والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت، يخرجونهم من النور إلى الظلمات .. " أكملت .. أكملت وبكيت، ثم تنبهت إلى إشارة في المصحف لصفحة مغايرة، وجدت صورة للعائلة القرآنية الجميلة .. الآن فهمت: يبدو أن طقس الخلوة هذا الذي عايشته مصادفة، يداوم عليه واحد من اخوتي أو أخواتي بين الفينة والأخرى .. يبكي هنا طويلاً ليعود إلينا مبتسماً


غرفة حبيبي الشهيد خليل طموس
غرفة حبيبي الشهيد خليل طموس
غرفة حبيبي الشهيد خليل طموس
x