لم تمت غزة من قبل.. مات الغزاة


تود وأنت تمشي في شوارع هذه المدينة، لو يتسع حضنك لكل حجرٍ وشارع وعتبة بيت تشتاق سكانها ومأذنة وشجرة زيتون، لو تربت على كل كتف، لو تتخفف من عبء الحياة وتجلس متأملاً في ضحكة طفل، لا شيء يتغير هنا، الموت بكل أشكاله أضحى روتيناً يومياً، خرج الناس من الجوع، فرحب بهم العطش كالحاً، على أن كل ما تصادفه يحاول التمرد، تهدر طائرة حربية فوق الرؤوس بينما يلاحق الصبية كرتهم الطائرة، تشق أوراق شجرة نالت القذائف من جذعها طريقاً جديداً إلى الوجود، يهديك أطفال ابتسامة خجولة: "صور يا عم"، تعترض طريقك بناية يتجاوز عمرها الـ 700 عاماً عضت القذائف أطرافها، وقد نمت الأعشاب البرية في شقوقها وتخبرك: لم تمت غزة مِن قبل، مات كل الغزاة الطارئين .. وبقيت"


لم تمت غزة من قبل.. مات الغزاة
لم تمت غزة من قبل.. مات الغزاة
لم تمت غزة من قبل.. مات الغزاة
لم تمت غزة من قبل.. مات الغزاة
x