0%

الشهر الخامس للحرب يا غزة



منذ 8 أشهر
الوقت المقدر للقراءة: 4 دقيقة

دخلنا في الشهر الخامس لهذه الحرب.
131 يوماً، هكذا سمعتهم يقولون في الشارع اليوم.
توقفت عن العد منذ وقتٍ طويل.
فقد بات انتظار المجهول مؤلمًا أكثر من أي وقتٍ مضى.
أن تعُدّ؛ يعني أنك تنتظر شيئًا ما.
فما الذي ينتظره الغزّي في القريب من الأيام أو حتى في البعيد منها؟!

 

العودة إلى الشمال الذي ينهش به الجوع مثًلا؟ الشمال الذي لم يكن شمًالا؛ بل غزّة بجهاتها الست.
أم أن يحين دورنا في الموت جنوبًا، ونُقتل بالطريقةِ التي سيختارها الجندي في الطائرة، أو في الدبابة. ونصبح خبرًا عابرًا في شريط الأخبار العاجلة على التلفاز.

 

ماذا ننتظر ونحن نسيرُ كل يوم باتجاه المجهول؟ في رحلةٍ مستمرةٍ للبحث عن الأمان، للنجاة بما تبقى منا؛ فعلى الأحياء أن يتمسكوا بحبل الحياة ما استطاعوا إليه سبيلا.

 

من غزّة إلى الوسطى ثم إلى رفح، هكذا نجونا من الموت.
دون أن ندرك بأنه يتربّص بنا في كل زوايا رفح؛ بل وينتظرنا فاتحًا ذراعيه لنا، معلنًا بأنه لا مفرّ من كل هذا، أنتم في أحضاني اليوم وغدًا وكل ساعة، وكل دقيقة.
ستدفعون ثمن النزوح موتًا، وثمن البقاء جوعًا، وثمن الهجرة غربةً.
هي أثمانٌ كثيرة لا يدفعها أحدٌ غير الغزّي، الغزّي فقط.

 

أيامنا الأخيرة هنا، قبل أن يقرر الجندي في الدبابة والجندي في الطائرة.
قبل أن يغلق الموت ذراعيه علينا، وندفع ثمن البقاء في الجنوب.
أيامنا الأخيرة في الشمال وفي الجنوب، وفي غزّة كلها.

 

هي أيامٌ معدودات قبل الرحيل أو الارتحال.


الوسوم

شارك


x